عن الحوزة...
لا شك أن الحوزات العلمية على مر التاريخ كانت هي المهد الطبيعي لتخريج من هم حلقة الوصل بين الأمة وبين وليها صاحب الأمر (عج) في زمان الغيبة، ولولاهم لاندرست معالم الدين. وفي كنف هذا النور تأسست حوزة الأطهار التخصصية في ١٥ شعبان ١٤٢٦ هـ . ق تيمناً بذكرى ولادة ولي الله الأعظم الإمام المهدي المنتظر (عج) تحت إشراف سماحة الشيخ حبيب الكاظمي (حفظه الله).
وقد التحق بالحوزة عشرات الطلبة، فتلقّوا فيها العلوم الدينية، ثم عادوا إلى بلدانهم ليؤدّوا دورهم في خدمة الدين ونشر تعاليمه. وفي عام 1443هـ، انتقلت الحوزة إلى مبناها الجديد، المجاور لحرم السيّدة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليها السلام) في مدينة قمّ المقدّسة. ويشتمل هذا المبنى على سكنٍ داخليّ يتّسع لنحو خمسين طالباً تقريباً.
رؤیة الحوزة
تهدف حوزة الأطهار التخصصية إلى إعداد علماء رساليين يجمعون بين عمق المعرفة وسعة الأفق، ليقودوا المجتمع بوعي ويواجهوا التحديات الفكرية المعاصرة برؤية متزنة.
ولتحقيق ذلك، تعتمد الحوزة برنامجًا علميًا وتربويًا شاملاً يقوم على التخطيط والوعي بالمسؤولية.
وترتكز في مسيرتها على ثلاثة أركان أساسية:
الأستاذ الكفوء قدوةً في العلم والسلوك،
الطالب الجادّ صاحب الهمة والإخلاص،
المنهج الرصين الذي يجمع بين الأصالة والمرونة.
ومن خلال تكامل هذه الأركان، تسعى الحوزة لتخريج جيل من العلماء الرساليين ينيرون درب الأمة بالعلم والبصيرة.
-
1- الأستاذ:
الأستاذ هو الركيزة الأولى في بناء الطالب الحوزوي، ودوره يتجاوز التعليم إلى التربية وصياغة الشخصية الرسالية. لذلك تحرص حوزة الأطهار التخصصية على اختيار أساتذة أكفّاء يجمعون بين العلم والعمل ليكونوا قدوة علمية وروحية للطلبة.
-
2- الطالب:
تسعى الحوزة إلى إعداد علماء رساليين يواصلون نهج الأنبياء في الهداية والإصلاح، لذا تعتمد حوزة الأطهار على معايير دقيقة لاختيار طلبة يمتلكون القابلية الروحية والذهنية والعزم الصادق للسير في هذا الطريق المبارك.
-
3- المنهج:
يرتكز منهج حوزة الأطهار على الكتب الأصيلة التي خرّجت العلماء عبر العصور، مع التركيز على وعي الطالب وجديّته في التلقي، إذ إنّ قوّة المنهج لا تؤتي ثمرها إلا باقترانها بالتحصيل الجادّ والسلوك العلمي الرفيع.
الدورات والجلسات
تُولي حوزة الأطهار التخصصية اهتمامًا بتنظيم دورات علمية وبحثية وأخلاقية تعزز المعرفة والقيم وترسخ روح البحث والإيمان لدى الطلبة.
فـالدورات العلمية تُعمّق الفهم في العلوم الإسلامية بمنهج يجمع الأصالة والمعاصرة، والبحثية تطوّر مهارات التحقيق والكتابة الأكاديمية والعمل الجماعي، والأخلاقية تغرس قيم الصدق، والورع، والتواضع وتقوّي الصلة بالله وأهل البيت (عليهم السلام).
وهكذا تشكّل هذه الدورات منظومة متكاملة للنمو العلمي والتربوي والروحي، تُخرّج أجيالاً تحمل رسالة الإسلام وشعلة الهداية.
مجلة مداد الأطهار
تهدف حوزة الأطهار التخصصية (عليهم السلام) إلى ترسيخ العلم والمعرفة في الفقه والعلوم الإسلامية عبر قسم الأبحاث الذي يجمع نتاجات الأساتذة والطلبة. ومن أبرز إنجازاته مجلة “مداد الأطهار”، وهي منبر علمي موثوق لنشر البحوث وتبادل الأفكار. كما يضم القسم رسائل ومقالات علمية تتيح للزائرين الاستفادة منها في توسيع معارفهم وتعميق فهمهم للعلوم الدينية والاجتماعية.
مكتبة حوزة الاطهار
تُعدّ مكتبة حوزة الأطهار التخصصية (عليهم السلام) ركيزةً علميةً أساسية، تضمّ مصادر قيّمة في العلوم الدينية والإنسانية، وتواكب المستجدات عبر إصدارات حديثة وخدمات مطالعة منظّمة، لتكون فضاءً بحثيًا يثري المعرفة ويعزّز روح المطالعة.
البحوث ورسائل التخرج
يُعدّ قسم البحوث ورسائل التخرج في حوزة الأطهار التخصصية ركيزةً علميةً تجمع أطروحات ومقالات الطلبة في مجالات الفقه والعقيدة والفكر الإسلامي، بإشراف أساتذة مختصين، ويُوفّرها للباحثين كـمرجع علمي يعزز الحوار والمعرفة.




